one site for all needs 1 4 all

عزيزي الزائر برجاء التسجيل في موقعنا للاستفاده منه والافاده له
شكرا لمروركم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

one site for all needs 1 4 all

عزيزي الزائر برجاء التسجيل في موقعنا للاستفاده منه والافاده له
شكرا لمروركم

one site for all needs 1 4 all

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كل جديد وحصري

المواضيع الأخيرة

» اضخم سلسة كتب تعليمية للطاقة الداخلية لن تجدها الا هنا
الحكم والإمارة في العرب: Emptyالخميس مارس 14, 2013 1:33 am من طرف Ahmed shaban

» 77 كتاب للطاقة الداخلية + 9 كتب للباراسيكولوجى
الحكم والإمارة في العرب: Emptyالخميس سبتمبر 06, 2012 6:21 pm من طرف oratchemaro

» حصريا فيلم ((ابراهيم الابيض)) بطولة احمد السقا و هند صبرى نسخة أصلية Rmvb حجم 380 MB
الحكم والإمارة في العرب: Emptyالأربعاء مايو 30, 2012 4:18 pm من طرف mohamed samy 2009

» افلام (فيديوهات) اللعبه الشهيرة need for speed most wanted
الحكم والإمارة في العرب: Emptyالجمعة فبراير 25, 2011 3:33 pm من طرف ArShIdO5

» مكتبة الاسكندرية صرح التاريخ(المكتبة الحديثة)
الحكم والإمارة في العرب: Emptyالأحد يوليو 25, 2010 2:26 pm من طرف ArShIdO5

» مكتبة الاسكندرية صرح التاريخ(اللمكتبة القديمة)
الحكم والإمارة في العرب: Emptyالأحد يوليو 25, 2010 2:13 pm من طرف ArShIdO5

» لعبة الصراحة فى الحب
الحكم والإمارة في العرب: Emptyالجمعة مارس 26, 2010 1:06 am من طرف hamsa 3etab

» صور تحت المطر لازم تتفرج عليها
الحكم والإمارة في العرب: Emptyالثلاثاء فبراير 09, 2010 6:23 pm من طرف hamsa 3etab

» فلسطين في موسوعة جينيس
الحكم والإمارة في العرب: Emptyالسبت نوفمبر 28, 2009 11:52 pm من طرف dydy

» اصدقاء
الحكم والإمارة في العرب: Emptyالخميس نوفمبر 26, 2009 6:46 pm من طرف el-klawy


    الحكم والإمارة في العرب:

    el-klawy
    el-klawy
    مشرف
    مشرف


    ذكر
    عدد الرسائل : 656
    العمر : 34
    location : www.14all.yoo7.com مصر
    work : طالب
    السٌّمعَة : 3
    نقاط : 219
    تاريخ التسجيل : 08/10/2008

    الحكم والإمارة في العرب: Empty الحكم والإمارة في العرب:

    مُساهمة من طرف el-klawy الأربعاء أكتوبر 15, 2008 4:49 pm

    حينما أردنا أن نتكلم عن أحوال العرب قبل الإسلام؛ رأينا أن نضع صورة مصغرة من تاريخ الحكومة والإمارة والملل والأديان في العرب، حتى يسهل علينا فهم الأوضاع الطارئة عند ظهور الإسلام.
    كان حكام الجزيرة حين بزغت شمس الإسلام قسمين: قسم منهم ملوك متوجون، إلا أنهم في الحقيقة كانوا غير مستقلين، وقسم هم رؤساء القبائل والعشائر، لهم ماللملوك من الحكم والامتياز، ومعظم هؤلاء كانوا على تمام الاستقلال. وربما كانت لبعضهم تبعية لملك متوج، والملوك المتوجون هم ملوك اليمن ، وملوك آل غسان ، وملوك الحيرة ، وماعدا هؤلاء من حكام الجزيرة فلم تكن لهم تيجان.

    2- 2 - الملك باليمن:
    من أقدم الشعوب التي عرفت باليمن من العرب العاربة قوم سبأ، وقد عثر على ذكرهم في حفريات "أور " بخمسة وعشرين قرناً قبل الميلاد. ويبدأ ازدهار حضارتهم ونفوذ سلطانهم وبسط سيطرتهم بأحد عشر قرناً قبل الميلاد.
    ويمكن تقسيم أدوارهم حسب التقدير الآتي:
    1- القرون التي خلت قبل سنة 650ق.م، وكان ملوكهم يلقبون في هذا الزمن بـ "مكرب سبأ " وكانت عاصمتهم بلدة "صرواح" التي توجد أنقاضها على مسافة يوم إلى الجانب الغربي من بلدة "مأرب" وتعرف باسم "خريبة " وفي زمنهم بدأ بناء السد الذي عرف بسد مأرب، والذي له شأن كبير في تاريخ اليمن ، ويقال: إن سبأ بلغوا من بسط سلطتهم إلى أن اتخذوا المستعمرات في داخل بلاد العرب وخارجها.
    2- منذ سنة 650ق.م إلى سنة 115ق.م وفي هذا الزمن تركوا لقب "مكرب" وعرفوا بملوك سبأ، واتخذوا "مأرب " عاصمة لهم بدل "صرواح" وتوجد أنقاضها على بعد ستين ميلاً من صنعاء إلى جانبها الشرقي.
    3- منذ سنة 115ق.م إلى سنة 300 م، وفي هذا العهد غلبت قبيلة حمير على مملكة سبأ، واتخذت بلدة "ريدان" عاصمة لها بدل "مأرب". ثم سميت بلدة "ريدان" باسم ظفار ، وتوجد أنقاضها على جبل مدور بالقرب من "يريم " وفي هذا العهد بدأ فيهم السقوط والإنحطاط، فقد فشلت تجارتهم إلى حد كبير؛ لبسط سيطرة الأنباط في شمال الحجاز أولاً، ثم لغلبة الرومان على طرق التجارة البحرية بعد نفوذ سلطانهم على مصر وسوريا وشمالي الحجاز ثانياً، ولتتنافس القبائل فيما بينها ثالثاً. وهذه العناصر هي التي سببت تفرق آل قحطان وهجرتهم إلى البلاد الشاسعة.
    4- منذ سنة 300 م إلى أن دخل الإسلام في اليمن . وفي هذا العهد توالت عليهم الاضطرابات والحوادث، وتتابعت الانقلابات، والحروب الأهلية التي جعلتهم عرضة للأجانب حتى قضت على إستقلالهم. ففي هذا العهد دخل الرومان في عدن ، وبمعونتهم احتل الأحباش اليمن لأول مرة سنة 340م، مستغلين التنافس بين قبيلتي همدان وحِمير، واستمر احتلالهم إلى سنة 378م. ثم نالت اليمن استقلالها، ولكن بدأت تقع الثلمات في سد مأرب، حتى وقع السيل العظيم الذي ذكره القرآن بسيل العرم في سنة 450م أو 451م. وكانت حادثة كبرى أدت إلى خراب العمران وتشتت الشعوب.
    وفي سنة 523م قاد ذو نواس اليهودي حملة منكرة على المسيحيين من أهل نجران ، وحاول صرفهم عن المسيحية قسراً. ولما أبو أخدَّ لهم الأخدود وألقاهم في النيران، وهذا الذي أشار إليه القرآن في سورة البروج بقوله:
    {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ } الآيات، وكان من جراء ذلك نقمة النصرانية الناشطة إلى الفتح والتوسع تحت قيادة أمبراطور الرومان على بلاد العرب، فقد حرضوا الأحباش، وهيأوا لهم الأسطول البحري، فنزل سبعون ألف جندي من الحبشة ، واحتلوا اليمن مرة ثانية، بقيادة أرياط سنة 525م، وظل أرياط حاكماً من قبل ملك الحبشة حتى اغتاله أبرهة -أحد قواد جيشه - وحكم بدله بعد أن استرضى ملك الحبشة ، وأبرهة هذا هو الذي جند الجنود لهدم الكعبة، وعرف هو وجنوده بأصحاب الفيل.
    وبعد وقعة الفيل استنجد اليمانيون بالفرس، وقاموا بمقاومة الحبشة حتى أجلوهم عن البلاد، ونالوا الاستقلال في سنة 575م بقيادة معد يكرب بن سيف ذي يزن الحميري، واتخذوه ملكاً لهم، وكان معد يكرب أبقى معه جمعاً من الحبشة يخدمونه ويمشون في ركابه، فاغتالوه ذات يوم، وبموته انقطع الملك عن بيت ذي يزن، وولى كسرى عاملاً فارسياً على صنعاء ، وجعل اليمن ولاية فارسية فلم تزل الولاة من الفرس تتعاقب على اليمن حتى كان آخرهم باذان الذي اعتنق الإسلام سنة 638م. وبإسلامه انتهى نفوذ فارس على بلاد اليمن.
    2- 3 - الملك بالحيرة:
    كانت الفرس تحكم على العراق وماجاورها منذ أن جمع شملهم قوروش الكبير(557-529ق.م ) ولم يكن أحد يناوئهم، حتى قام الإسكندر المقدوني سنة 326ق.م فهزم ملكهم دارا الأول، وكسر شوكتهم، حتى تجزأت بلادهم وتولاها ملوك يعرفون بملوك الطوائف، واستمروا يحكمون البلاد مجزأة إلى سنة 230م. وفي عهد هؤلاء الملوك هاجر القحطانيون، واحتلوا جزءاً من ريف العراق ثم لحقهم من هاجر من العدنانيين فزاحموهم حتى سكنوا جزءاً من الجزيرة الفراتية.
    وعادت القوة مرة ثانية إلى الفرس في عهد أردشير -مؤسس الدولة الساسانية منذ سنة 226م - فإنه جمع شمل الفرس، واستولى على العرب المقيمين على تخوم ملكه، وكان هذا سبباً في رحيل قضاعة إلى الشام، ودان له أهل الحيرة والأنبار.
    وفي عهد أردشير كانت ولاية جذيمة الوضاح على الحيرة وسائر من ببادية العراق والجزيرة من ربيعة ومضر، وكان أردشير رأى أنه يستحيل عليه أن يحكم العرب مباشرة، ويمنعهم من الإغارة على تخوم ملكه، إلا أن يملك عليهم رجلاً منهم له عصبية تؤيده وتمنعه، ومن جهة أخرى يمكنه الاستعانة بهم على ملوك الرومان الذين كان يتخوفهم، وليكون عرب العراق أمام عرب الشام الذين اصطنعهم ملوك الرومان، وكان يبقي عند ملك الحيرة كتيبة من جند الفرس؛ليستعين بها على الخارجين على سلطانه من عرب البادية، وكان موت جذيمة حوالي سنة 268م.
    وبعد موت جذيمة ولي الحيرة عمرو بن عدي بن نصر اللخمي، أول ملوك اللخميين -في عهد كسرى سابور بن أردشير - ثم لم تزل الملوك من اللخميين تتوالى على الحيرة حتى ولي الفرس قباذ بن فيروز، وفي عهده ظهر مزدك، وقام بالدعوة إلى الإباحية، فتبعه قباذ كما تبعه كثير من رعيته، ثم أرسل قباذ إلى ملك الحيرة -وهو المنذر بن ماء السماء - يدعوه إلى أن يختار هذا المذهب ويدين به، فأبى عليه ذلك حمية وأنفة، فعزله قباذ، وولى بدله الحارث بن عمرو بن حجر الكندي بعد أن أجاب دعوته إلى المذهب المزدكي.
    وخلف قباذ كسرى أنوشروان، وكان يكره هذا المذهب جداً، فقتل المزدك وكثيراً ممن دان بمذهبه، وأعاد المنذر إلى ولاية الحيرة ، وطلب الحارث بن عمرو لكنه أفلت إلى دار كلب، فلم يزل فيهم حتى مات.
    واستمر الملك بعد المنذر بن ماء السماء في عقبه، حتى كان النعمان بن المنذر، وهو الذي غضب عليه كسرى بسبب وشاية دبرها زيد بن عدي العبادي، وأرسل كسرى إلى النعمان يطلبه، فخرج النعمان حتى نزل سراً على هانىء بن مسعود سيد آل شيبان ، فأودعه أهله وماله، ثم توجه إلى كسرى، فحبسه كسرى حتى مات وولي على الحيرة بدله إياس بن قبيصة الطائي، وأمره أن يرسل إلى هانىء بن مسعود يطلب منه تسليم ماعنده، فأبى ذلك هانىء حمية، وآذن الملك بالحرب، ولم تلبث أن جاءت مرازبة كسرى وكتائبه في موكب إياس، وكانت بين الفريقين موقعة هائلة عند ذي قار، وانتصر فيها بنو شيبان ، وانهزمت الفرس هزيمة منكرة. وهذا أول يوم انتصرت فيه العرب على العجم، وهو بعد ميلاد الرسول صلَّى الله عليه وسلم بقليل، فإنه عليه السلام ولد لثمانية أشهر من ولاية إياس بن قبيصة على الحيرة .
    وولّى كسرى على الحيرة بعد إياس حاكماً فارسياً، وفي سنة 632م عاد الملك إلى آل لخم ، فتولى منهم المنذر الملقب بالمعرور، ولم تزد ولايته على ثمانية أشهر حتى قدم عليه خالد بن الوليد بعساكر المسلمين.

    2- 4 - الملك بالشام:
    في العهد الذي ماجت فيه العرب بهجرات القبائل صارت بطون من قضاعة إلى مشارف الشام وسكنت بها، وكانوا من بني سليح بن حلوان الذين منهم بنو ضجعم بن سليح المعروفون باسم الضجاعمة، فاصطنعهم الرومان ليمنعوا عرب البرية من العبث، وليكونوا عدة ضد الفرس، وولوا منهم ملكاً، ثم تعاقب الملك فيهم سنين، ومن أشهر ملوكهم زياد بن الهبولة، ويقدر زمنهم من أوائل القرن الثاني الميلادي إلى نهايته تقريباً.
    وانتهت ولايتهم بعد قدوم آل غسان ، الذي غلبوا الضجاعمة على مابيدهم وانتصروا عليهم، فولتهم الروم ملوكاً على عرب الشام، وكانت قاعدتهم دومة الجندل ، ولم تزل تتوالى الغساسنة على الشام بصفتهم عمالاً لملوك الروم حتى كانت وقعة اليرموك سنة 13هجرية، وانقاد للإسلام آخر ملوكهم جبلة بن الأيهم في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

    2- 5 - الإمارة بالحجاز:
    ولي إسماعيل عليه السلام زعامة مكة وولاية البيت طول حياته. وتوفي وله 137سنة. ثم ولي اثنان من أبنائه نابت ثم قيدار، ويقال العكس، ثم ولي أمر مكة بعدهما جدّهما مضاض بن عمرو الجرهمي، فانتقلت زعامة مكة إلى جدهم، وظلت في أيديهم، وكان لأولاد إسماعيل مركز محترم؛ لما لأبيهم من بناء البيت، ولم يكن لهم من الحكم شيء.
    ومضت الدهور والأيام ولم يزل أمر أولاد إسماعيل عليه السلام ضئيلاً لايذكر، حتى ضعف أمر جرهم قبيل ظهور بختنصر، وأخذ نجم عدنان السياسي يتألق في أفق سماء مكة منذ ذلك العصر، بدليل ماجاء بمناسبة غزو بختنصر للعرب في ذات عرق ، فإن قائد العرب في الموقعة لم يكن جرهمياً.
    وتفرقت بنو عدنان إلى اليمن عند غزوة بختنصر الثانية (سنة 587ق.م )، وذهب برمياه النبي بمعد إلى الشام، فلما انكشف ضغط بختنصر رجع معد إلى مكة فلم يجد من جرهم إلا جرشم بن جلهمة، فتزوج بابنته معانة فولدت له نزاراً.
    وساء أمر جرهم بمكة بعد ذلك، وضاقت أحوالهم، فظلموا الوافدين إليها، واستحلوا مال الكعبة، الأمر الذي كان يغيظ العدنانيين، ويثير حفيظتهم، ولما نزلت خزاعة بمر الظهران. ورأت نفور العدنانيين من الجراهمة استغلت ذلك، فقامت بمعونة من بطون عدنان -وهم بنو بكر بن عبد مناف بن كنانة - بمحاربة جرهم، حتى أجلتهم عن مكة ، واستولت على حكمها، في أواسط القرن الثاني للميلاد.
    ولما لجأت جرهم إلى الجلاء سدوا بئر زمزم، ودرسوا موضعها، ودفنوا فيها عدة أشياء، قال ابن إسحاق: فخرج عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي بغزالي الكعبة، وبحجر الركن الأسود فدفنهما في بئر زمزم، وانطلق هو ومن معه من جرهم إلى اليمن ، فحزنوا على مافارقوا من أمر مكة وملكها حزناً شديداً، وفي ذلك قال عمرو:
    كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
    نيس ولم يسمر بمكة سامر
    بلى نحن كنا أهلها فأبادنا
    روف الليالي والجدود العواثر
    ويقدر زمن إسماعيل عليه السلام بعشرين قرناً قبل الميلاد، فتكون إقامة جرهم في مكة واحداً وعشرين قرناً تقريباً، وحكمهم على مكة زهاء عشرين قرناً. واستبدت خزاعة بأمر مكة دون بني بكر ، إلا أنه كان إلى قبائل مضر ثلاث خلال:
    الأولى: الدفع بالناس من عرفة إلى المزدلفة، والإجازة بهم يوم النفر من منى ، وكان يلي ذلك بنو الغوث بن مرة من بطون إلياس بن مضر، وكانوا يسمون صوفة ومعنى هذه الإجازة أن الناس كانوا لايرمون يوم النفر حتى يرمي رجل من صوفة، ثم إذا فرغ الناس من الرمي، وأرادوا النفر من منى أخذت صوفة بجانبي العقبة ، فلم يجز أحد حتى يمروا، ثم يخلون سبيل الناس، فلما انقرضت صوفة ورثهم بنو سعد بن زيد مناة من تميم .
    الثانية: الإفاضة من جُمَع غداة النحر إلى منى ، وكان ذلك في بني عدوان.
    الثالثة: إنساء الأشهر الحرم . وكان ذلك إلى بني تميم بن عدي من بني كنانة.
    واستمرت ولاية خزاعة على مكة ثلاثمائة سنة. وفي وقت حكمهم انتشر العدنانيون في نجد وأطراف العراق والبحرين، وبقي بأطراف مكة بطون من قريش وهم حلول وحرم، وبيوتات متفرقون في قومهم من بني كنانة، وليس لهم من أمر مكة ولا البيت الحرام شيء حتى جاء قصي بن كلاب.
    ويذكر من أمر قصي أن أباه مات وهو في حضن أمه، ونكحت أمه رجلاً من بني عذرة -وهو ربيعة بن حرام - فاحتملها إلى بلاده بأطراف الشام، فلما شب قصي رجع إلى مكة ، وكان واليها إذذاك حليل بن حبشة من خزاعة ، فخطب قصي إلى حليل ابنته حبى، فرغب فيه حليل وزوجه إياها فلما مات حليل قامت حرب بين خزاعة وقريش أدت أخيراً إلى تغلب قصي على أمر مكة والبيت.
    وهناك ثلاث روايات في بيان سبب هذه الحرب:
    الأولى: أن قصيا لما انتشر ولده وكثر ماله وعظم شرفه وهلك حليل رأى أنه أولى بالكعبة وبأمر مكة من خزاعة وبني بكر ، وأن قريشاً رؤوس آل إسماعيل وصريحهم، فكلم رجالاً من قريش وبني كنانة في إخراج خزاعة وبني بكر عن مكة فأجابوه.
    الثانية: أن حليلاً -فيما تزعم خزاعة - أوصى قصياً بالقيام على الكعبة وبأمر مكة.
    الثالثة: أن حليلاً أعطى ابنته حبى ولاية البيت، واتخذ أبا غبشان الخزاعي وكيلا لها، فقام أبو غبشان بسدانة الكعبة نيابة عن حبى، فلما مات حليل اشترى قصي ولاية البيت من أبي غبشان بزق من الخمر، ولم ترض خزاعة بهذا البيع، وحاولوا منع قصي عن البيت، فجمع قصي رجالاً من قريش وبني كنانة لإخراج خزاعة من مكة، فأجابوه.
    وأياما كان، فلما مات حليل وفعلت صوفة ماكانت تفعل أتاهم قصي بمن معه من قريش وكنانة عند العقبة فقال: نحن أولى بهذا منكم ، فقاتلوه فغلبهم قصي على ماكان بأيديهم، وانحازت عند ذلك خزاعة وبنو بكر عن قصي، فبدأهم قصي، وأجمع لحربهم، فالتقوا واقتتلوا قتالاً شديداً، صار جمع من الفريقين فريسة له، ثم تداعوا إلى الصلح فحكموا يعمر بن عوف أحد بني بكر ، فقضى بأن قصياً أولى بالكعبة وبأمر مكة من خزاعة ، وكل دم أصابه قصي منهم موضوع بشدخه تحت قدميه، وماأصابت خزاعة وبنو بكر ففيه الدية، وأن يخلى بين قصي وبين الكعبة -فسمى يعمر يومئذ الشداخ - وكان استيلاء قصي على مكة والبيت في أواسط القرن الخامس للميلاد سنة 440م وبذلك صارت لقصي، ثم لقريش السيادة التامة، والأمر النافذ في مكة، وصار الرئيس الديني لذلك البيت الذي كانت تفد إليه العرب من جميع أنحاء الجزيرة.
    ومما فعله قصي بمكة أنه جمع قومه من منازلهم إلى مكة، وقطعها رباعاً بين قومه، وأنزل كل قوم من قريش منازلهم التي أصبحوا عليها، وأقر النسأة وآل صفوان، وعدوان ومرة بن عوف على ماكانوا عليه من المناصب؛لأنه كان يراه ديناً في نفسه لا ينبغي تغييره.
    ومن مآثر قصي أنه أسس دار الندوة بالجانب الشمالي من مسجد الكعبة، وجعل بابها إلى المسجد، وكانت مجمع قريش ، وفيها تفصل مهام أمورها، ولهذه الدار فضل على قريش؛لأنها ضمنت اجتماع الكلمة وفض المشاكل بالحسنى.
    وكان لقصي من مظاهر الرياسة والتشريف:
    1- رياسة دار الندوة، ففيها كانوا يتشاورون فيما نزل بهم من جسام الأمور، ويزوجون فيها بناتهم.
    2- اللواء، فكانت لاتعقد راية الحرب إلا بيده.
    3- الحجابة وهي حجابة الكعبة، لايفتح بابها إلا هو، وهو الذي يلي أمر خدمتها وسدانتها.
    4- سقاية الحاج، وهي أنهم كانوا يملأون للحجاج حياضاً من الماء، يحلونها بشيء من التمر والزبيب، فيشرب الناس منها إذا وردوا مكة.
    5- رفادة الحاج، وهي طعام كان يصنع للحاج على طريقة الضيافة، وكان قصي فرض على قريش خرجاً تخرجه في الموسم من أموالها إلى قصي، فيصنع به طعاماً للحاج، يأكله من لم يكن له سعة ولا زاد.
    وكان كل ذلك لقصي، وكان ابنه عبد مناف قد شرف وساد في حياته، وكان عبد الدار بكرة، فقال له قصي: لألحقنك بالقوم وإن شرفوا عليك، فأوصى له بما كان يليه من مصالح قريش ، فأعطاه دار الندوة والحجابة واللواء والسقاية والرفادة، وكان قصي لايخالف ولايرد عليه شيء صنعه، وكان أمره في حياته وبعد موته كالدين المتبع، فلما هلك أقام بنوه أمر لانزاع بينهم، ولكن لما هلك عبد مناف نافس أبناؤه بني عمهم عبد الدار في هذه المناصب، وافترقت قريش فرقتين، وكاد يكون بينهم قتال، إلا أنهم تداعوا إلى الصلح، واقتسموا هذه المناصب، فصارت السقاية والرفادة إلى بني عبد مناف، وبقيت دار الندوة واللواء والحجابة بيد بني عبد الدار، ثم حكم بنو عبد مناف القرعة فيما أصابهم فخرجت لهاشم بن عبد مناف، فكان هو الذي يلي السقاية والرفادة طول حياته، فلما مات خلفه أخوه المطلب بن عبد مناف، وولي بعده عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف جد رسول الله صلَّى الله عليه وسلم، وبعده أبناؤه حتى جاء الإسلام والولاية إلى العباس بن عبد المطلب.
    وكانت لقريش مناصب سوى ذلك وزعوها فيما بينهم، وكونوا بها دويلة -بل بتعبيرأصح: شبه دويلة - ديمقراطية . وكانت لها من الدوائر والتشكيلات الحكومية مايشبه في عصرنا هذا دوائر البرلمان ومجالسها، وهاك لوحة من تلك المناصب:
    1-الإيسار، أي تولية قداح الأصنام للاستقسام، كان ذلك في بني جمح.
    2-تحجير الأموال، أي نظم القربات والنذور التي تهدى إلى الأصنام، وكذلك فصل الخصومات والمرافعات. كان ذلك في بني سهم.
    3-الشورى، كانت في بني أسد .
    4-الأشناق، أي نظم الديات والغرامات، كان ذلك في بني تيم.
    5-العقاب، أي حمل اللواء القومي، كان ذلك في بني أمية.
    6-القبة، أي نظم المعسكر، وكذلك قيادة الخيل، كانت في بني مخزوم.
    7-السفارة، كانت في بني عدي.


      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 5:27 pm